يحتفل العالم في العشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام باليوم العالمي للطفل، حيث تم في هذا التاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الطفل في سنة 1959م، كما انه يعتبر ايضاً التاريخ ذاته الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989م. ويأتي الاحتفال بهذا اليوم بهدف التأكيد على ضرورة تحقيق الأمان ورفاهية الأطفال في كل دول العالم، وضمان حقوقهم في جميع المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها.
وفي هذا الإطار يثمن المركز الوطني لحقوق الإنسان الجهود المبذولة في حماية وتعزيز حقوق الطفل، حيث ورد في الدستور الأردني وتعديلاته لسنة 1952م مبدأ المساواة وعدم التمييز وحماية الطفل من الإساءة ، كما صادق الأردن على اتفاقية حقوق الطفل والبرتوكول الاختياري الملحق بالاتفاقية بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة والبرتوكول الاختياري الثاني والمتعلق بشأن بيع الأطفال واستغلال الأطفال في البغاء والمواد الإباحية وتم نشرهم في الجريدة الرسمية عام 2006م ، بالاضافة الى صدور قانون حقوق الطفل لسنة 2022م والذي شكل مظلة لحقوق الأطفال.
وفي ظل احتفال العالم باليوم العالمي للطفل لهذا اليوم تصمت غالبية دول العالم في الوقت ذاته عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة لحقوق الأطفال ابتداء بالقتل والابادة الجماعية والحاق الاذى الجسدي والنفسي بهم وقطع الماء والكهرباء والوقود والغذاء والدواء وغيره ، إضافة إلى قصف منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم وتهجيرهم ومنع دخول المساعدات اليهم وهو الأمر الذي يشكل مخالفات صارخة للمواثيق الدولية لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م والبرتوكول الاختياري الأول الملحق باتفاقيات جنيف التي تنص على سلسلة من القواعد التي تولي الأطفال حماية خاصة .
ويدعو المركز الوطني لحقوق الإنسان مؤسسات المجتمع الدولي لتطبيق القانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان بعيدا عن ازدواجية المعايير التي نشهدها الان والتي تحمل رسائل لاطفال فلسطين عموما وقطاع غزة بشكل خاص أن حياتهم ليست بذات الأهمية ولا تستحق الرعاية والاهتمام. وفي الوقت ذاته يدعو المركز المجتمع الدولي ايضا إلى تحمل مسؤوليته القانونية باتخاذ إجراءات فورية لوقف انتهاكات حقوق الطفل الممارسة من قبل الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة وتوفير الرعاية اللازمة لهم بما في ذلك توفير احتياجاتهم وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي.