
لمركز الوطني لحقوق الإنسان يشارك في ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال
الحاج حسن: "التقرير السنوي للمركز الوطني هو المرجع الوطني الأساسي لأوضاع حقوق الإنسان والتوصيات في الأردن"
عمّان - شاركت رئيسة مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان، السيدة سمر الحاج حسن، في فعاليات اليوم الثاني من ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال (FMC) الذي انعقد تحت شعار "الإعلام من الحرية والحماية إلى التمكين والتغيير"، واختتم أعماله يوم الأحد 21 أيلول/سبتمبر 2025 في العاصمة عمّان.
وشهدت الجلسة التي حملت عنوان "المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.. هل دافعت عن استقلالية الإعلام ووفرت له الحماية؟" مشاركة واسعة من إعلاميين وخبراء وصناع محتوى، حيث أكدت الحاج حسن في كلمتها أن حرية الإعلام وحماية الصحفيين تشكّلان جزءاً أصيلاً من منظومة حقوق الإنسان التي تدافع عنها المؤسسات الوطنية.
وشددت على أن استقلالية المؤسسات الوطنية، استناداً إلى مبادئ باريس، شرط أساسي لحماية وتعزيز حقوق الإنسان، لافتة إلى أن الديمقراطية الحقيقية لا تكتمل إلا بوجود إعلام مستقل ومؤسسات وطنية مستقلة. كما بيّنت أن المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن يفرد في تقاريره السنوية فصلاً خاصاً حول الحق في حرية الرأي والتعبير والإعلام والحصول على المعلومة، معتبرة أن التقرير السنوي للمركز هو المرجع الوطني الأساسي الذي يقدّم صورة دقيقة عن أوضاع حقوق الإنسان في الأردن، ويُعد المرجعية الأولى للتوصيات الوطنية والدولية.
وخلال مداخلتها، استعرضت الحاج حسن عدداً من الأمثلة العملية لدور المركز، ومنها مشاركته في صياغة ومتابعة قانون الجرائم الإلكترونية، ودراسة أثره على حرية التعبير، وإطلاق خط ساخن لتلقي الشكاوى، إضافة إلى دور المركز في متابعة قضايا الموقوفين وقضايا احتجاز الصحفيين والمطالبة باستبدال عقوبات الحبس بعقوبات بديلة، ودور المركز ومساهمته في تعديل قانون الحق في الحصول على المعلومات. وأوصى المركز بأن يتم تحديد مسار سريع للصحفيين يمكنهم من الحصول على المعلومات من مصادرها، والتوصية بالحد من حجب المطبوعات الإلكترونية من قبل هيئة الإعلام، والتقيد بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان بهذا الصدد. كما شددت على خطورة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من اعتداءات ممنهجة، وخصوصاً في فلسطين وغزة.
كما تطرقت إلى تحديات الإعلام الرقمي، مؤكدة ضرورة مواجهة العنف الرقمي بكافة أشكاله، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، ورفع مستوى الوعي المجتمعي عبر وسائل الإعلام، إلى جانب دعم البيئة الممكنة للصحفيين من خلال تطوير التشريعات والسياسات والممارسات.
يذكر أن ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال في دورته الثالثة، الذي أطلقه مركز حماية وحرية الصحفيين قبل عامين، جمع أكثر من 750 مشاركاً من إعلاميين وناشطين وخبراء ومؤسسات دولية، وناقش أبرز التحديات التي تواجه الإعلام في ظل الأزمات والصراعات، إضافة إلى قضايا مهنية مرتبطة بالاحتراف الإعلامي، ودور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الإعلام.