يحتفل العالم في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني من كل عام باليوم العالمي للتعليم وذلك تكريسا للحق في التعليم الذي يشكل المحرك الاساسي لتقدم الشعوب وازدهارها، ويؤدي اعماله الى محاربة الجهل والفقر ويؤدي في الوقت ذاته دورا محوريا في عملية التنمية المستدامة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي على حد سواء.
ويؤكد المركز بهذه المناسبة على أن الحق في التعليم حظي بحماية دستورية في المملكة، حيث كفل الدستور الأردني هذا الحق ، كما صادق الأردن على العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الذي الزم الدول الأعضاء بإعمال هذا الحق وحمايته. ويثمن المركز التطورات التي شهدها قطاع التعليم في الاردن والسعي الدؤوب نحو تحقيق اهداف التنمية المستدامة الخاصة بهذا الحق، مؤكدا في الوقت ذاته على توصياته الواردة في تقاريره السنوية خاصة ما يتعلق بالبنية التحتية للمدارس والاستمرار في تطويرها وتحسينها وصولا إلى طموح الاردن المنشود في هذا السياق.
وفي سياق متصل يؤكد المركز أيضا على انه بالرغم من ان التعليم حق اساسي نصت عليه المواثيق الدولية لحقوق الانسان وفي مقدمتها الاعلان العالمي والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي الوقت الذي يأتي الاحتفال بهذا اليوم لهذا العام تحت شعار "التعلم من اجل السلام"، الذي اكدت خلاله منظمة الامم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية(اليونسكو) على الدور الذي يضطلع به هذا الحق في مكافحة خطاب الكراهية الذي تزايد في السنوات الاخيرة ليلحق الضرر بالمجتمعات وفق وصف اليونسكو، إلا أن واقع الحال يشير الى انتهاكات ممنهجة ومتعاقبة لهذا الحق من قبل الكيان المحتل في الاراضي الفلسطينية وبصورة خاصة في قطاع غزة الذي شهد وما يزال جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة جماعية استهدفت الاطفال والشباب والنساء والفئات كافة، بالإضافة الى تدمير المدارس والجامعات بصورة متعمدة ادت الى انهاء وجود أية مرافق عامة تقدم الخدمات التعليمية.
وبهذا الصدد يعيد المركز تأكيده على ان الاعمال العدائية الاسرائيلية بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال تعد تجاوزات على القيم الإنسانية والاخلاقية منقطعة النظير ، ومخالفات جسيمة للقانون الدولي الانساني وبشكل خاص اتفاقية جنيف بشان حماية السكان المدنيين التي حظرت بصورة مطلقة الاعتداء على المرافق التعليمية بأي صورة كانت وكذلك يعد مخالفة لنظام روما الاساسي واتفاقية منع الابادة الجماعية والمعاقبة عليها وكذلك تعد مخالفة للاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان. مؤكدا مجددا على وجوب وقف الاعمال الاسرائيلية العدائية كافة والعمل على تفعيل شعار الاحتفال بهذا اليوم وهو التعلم من اجل السلام ووضع حد لهذه الانتهاكات.