رصد المركز الوطني لحقوق الإنسان عددا من الانتهاكات التي تتعرض لها الفتاة في مجتمعاتنا، كحرمانها من استكمال تعليمها، وتزويجها قبل أن تتم الثامنة عشرة من عمرها، واستغلالها في التسول والعمل الشاق، وتعريضها للعنف بكافة اشكاله داخل أسرتها وخارجها، وحرمانها من حقها في اللعب والترفيه. وطرح المركز في بيان صحفي بمناسبة اليوم العالمي للفتاة عددا من التوصيات الرامية إلى الحفاظ على حقوق الفتيات، وتفعيل دورهن في بناء المجتمع وتطويره.
وتاليا النص الكامل للبيان:
يحتفل العالم في الحادي عشر من تشرين الأول من كل عام باليوم العالمي للفتاة، بما يمثل فرصة لتسليط الضوء على واقع الفتيات في المجتمعات المحلية، وأبرز الانتهاكات التي يتعرضن لها، والخروج بتوصيات ومقترحات تسهم في بناء قدرات الفتاة منذ مراحلها العمرية المبكرة وحتى تخرج للحياة العامة، لتساهم مع الرجل في بناء مجتمع متكامل على أساس من القيم الإنسانية.
ولقد دعت الشرائع السماوية إلى الاهتمام بحقوق الإنسان في مختلف مراحل حياته العمرية، حيث استوصى الإسلام بالفتيات خيرا، فعن أبي سعيد الْخدري أَن رَسول الله صلى الله علي وسلم قال: (لا يَكُونُ لأَحَدِكُمْ ثَلاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ).
وليس ثمة سند ديني أو قانوني لأي تفريق بين البشر على أساس الجنس، حيث حمى المشرع الأردني الفتاة في المادة السادسة من الدستور، مؤكداً على مبدأ المساواة بين الاردنيين أمام القانون في الحقوق والواجبات، كما أكد على ضرورة حماية الأسرة والأمومة والطفولة من العنف والاستغلال.
ودعت المواثيق والاتفاقيات الدولية إلى الاهتمام بالطفلة اهتماماً شديداً، وإلى ضرورة مساواتها مع الطفل في كل الحقوق، إعمالاً لمبدأ المساواة الوارد في اتفاقية حقوق الطفل التي صادق عليها الأردن وتم نشرها في الجريدة الرسمية، وذلك لتنشأ الطفلة منذ صغرها على القيم الإيجابية التي نريد بثها في كافة المجتمعات .
وعلى الرغم مما ذكر إلا أن المركز الوطني لحقوق الإنسان رصد العديد من الانتهاكات التي تتعرض لها الفتاة، كحرمانها من استكمال تعليمها، وتزويجها قبل أن تتم ثمانية عشر عاما، واستغلالها في التسول والعمل الشاق، وتعريضها للعنف بكافة اشكاله داخل اسرتها وخارجها، وحرمانها من حقها في اللعب والترفيه .
وفي ضوء ما سبق، يدعو المركز الوطني لحقوق الإنسان المؤسسات الحكومية وغير الحكومية كافة، والمجتمع المدني إلى ضرورة تكثيف الجهود للحفاظ على حقوق الفتيات، من أجل تفعيل دورهن في بناء المجتمع وتطويره، عبر نشر البرامج التوعوية بحقوق الفتيات لهن ولذويهن في كافة مناطق المملكة، مع التركيز على المناطق النائية والمحرومة من الخدمات، وادخال مفاهيم حقوق الطفل والمرأة في المناهج المدرسية والمتطلبات الجامعية، واقرار مشروع قانون حقوق الطفل بما ينسجم مع الاتفاقية الدولية، والغاء المادة (10/ب) من قانون حقوق الأحوال الشخصية لعام 2019 والمتعلقة بسن الزواج المبكر، وضرورة اهتمام الجهات الحكومية والقطاع الخاص في العمل على تأمين فرص عمل للفتيات والفتيان من خريجي وخريجات دور الرعاية، والاهتمام بمؤشرات حقوق الفتيات وحمايتهن من العنف وذلك بإعادة النظر في الخطط والسياسات التي تحد من العنف، وتفعيل حقوق الفتيات وفقاً لأهداف التنمية المستدامة، وخلق بيئة راعية للفتاة لإحداث تغيير اجتماعي وذلك ضمن برامج تدريب وتوعية مستمرة للأسرة والمجتمع.